"اليونيسف": أكثر من 17 ألف طفل قُتلوا في غزة منذ بدء الحرب
"اليونيسف": أكثر من 17 ألف طفل قُتلوا في غزة منذ بدء الحرب
حذّر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، كاظم أبو خلف، من التداعيات الخطيرة للحرب الإسرائيلية المستمرة على الأطفال في غزة، مؤكدًا أنها حولت القطاع إلى "أسوأ مكان في العالم للطفولة".
وقال أبو خلف، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" نشرت الأربعاء، إن أكثر من 17 ألف طفل استشهدوا منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، بمعدل 27 طفلًا يوميًا، مشيرًا إلى أن الأطفال لا يلقون حتفهم فقط بالقصف، بل بسبب الجوع، والمرض، والبرد، وسوء التغذية.
انهيار النظام الصحي والغذائي
أكد أبو خلف أن سوء التغذية بات ظاهرة مقلقة في غزة، حيث دخل في مايو الماضي وحده 5119 طفلًا تراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات دائرة سوء التغذية، من بينهم 636 في حالة حرجة. كما توفي 60 طفلًا نتيجة سوء التغذية، و17 آخرون جراء البرد، وسط انهيار منظومة الرعاية الصحية ونقص حاد في الغذاء والدواء.
وأضاف أن نسبة التغطية بالتطعيمات الروتينية تراجعت من 97% إلى أقل من 85%، ما يهدد بظهور أمراض وأوبئة كان يمكن تجنبها، ويزيد من معاناة الأطفال.
ولفت إلى أن أكثر من 600 ألف طفل حُرموا من التعليم لعامين متتاليين، في حين تعرض 95.2% من المدارس لأضرار كاملة أو جزئية، وتحولت معظمها إلى مراكز إيواء لا تصلح للدراسة، ما يهدد بمستقبل تعليمي مظلم لجيل كامل.
المجتمع الدولي فشل أخلاقياً
وقال المتحدث باسم اليونيسف إن ما يحدث في غزة هو "اختبار أخلاقي فشل فيه المجتمع الدولي فشلًا ذريعا"، مشيرًا إلى أن كل بيانات وإحاطات المنظمات الإنسانية تصطدم بـالشلل السياسي في مجلس الأمن، واستخدام متكرر لحق الفيتو، ما يمنع اتخاذ قرارات فاعلة لوقف الحرب.
ودعا أبو خلف الدول الفاعلة إلى التحرك العاجل لوقف "هذه الحرب المجنونة"، محذرًا من أن استمرار الأوضاع على ما هي عليه ينذر بمزيد من الوفيات والانهيار الكامل للخدمات الإنسانية في القطاع.
تأتي هذه التصريحات في وقت تعيش فيه غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، حيث خلّفت الحرب المستمرة منذ أحداث أكتوبر 2023 أكثر من 56 ألف شهيد، بحسب وزارة الصحة في غزة، منهم عشرات الآلاف من النساء والأطفال، إضافة إلى عشرات آلاف الجرحى والمفقودين، في ظل انهيار النظام الصحي، وعجز فرق الإنقاذ عن انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.
ويُقدّر أن نحو 85% من سكان القطاع -أي 1.9 مليون شخص- نزحوا قسريًا إلى مناطق غير مؤهلة، وسط نقص حاد في الغذاء، والمياه، والدواء، والمأوى.